زيارات أسرى غزة.. تلاعب إسرائيلي وغضب لعائلاتهم
استشاطت والدة الأسير خالد نصير والمحكوم بالسجن (12 عاماً) غضبًا، بعد تلقيها خبر إلغاء زيارتها لنجلها المعتقل في سجن ريمون الإسرائيلي.
وبدت علامات الغضب واضحة على وجه الحاجة “أم صلاح” في اعتصام أهالي الأسرى الأسبوعي أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة، أمس.
وتلقت أم صلاح اتصالاً هاتفياً في ساعات متأخرة مساء الأحد الماضي، من الصليب الأحمر لإبلاغها بإلغاء سلطات الاحتلال زيارة أهالي أسرى قطاع غزة المقررة لسجن ريمون.
وكان من المفترض أن تزور الحاجة نصير، صباح أمس، نجلها المعتقل في سجن ريمون، إلا أن سلطات الاحتلال ألغت زيارة أهالي أسرى قطاع غزة، وأغلقت جميع المعابر الحدودية مع القطاع؛ بذريعة إطلاق صواريخ منه باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.
وتساءلت أم صلاح خلال حديث مع مراسل “فلسطين”: “ما ذنب الأسرى في قضية إغلاق المعابر؟”، مشيرة إلى أنها لم تزور نجلها منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012، وقد انتظرت هذه الزيارة “على أحر من الجمر”.
ودعت الصليب الأحمر وكافة المعنيين إلى تحييد الأسرى عن القضايا الأخرى، والعمل على إلزام الاحتلال ببرنامج الزيارات الذي استأنفه الاحتلال لأهالي قطاع غزة، بعد توقيع اتفاق “الكرامة” بين قيادة الحركة الأسيرة وإدارة السجون برعاية مصرية.
وخاض الأسرى إضرابا مفتوحاً عن الطعام في 17 أبريل/ نيسان 2012، استغرق 28 يوماً؛ من أجل المطالبة بحقوقهم العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها عودة زيارة أهالي أسرى غزة.
وحبست الأم المكلومة أنفاسها، قبل أن تصدر منها شهقة غضب، ومن ثم ضربت كفيها ببعضهما البعض، قائلة: “هذه الزيارة تم إلغاؤها، والزيارة المقبلة فلا موعد محدد لها، أليس ذلك ظلما وافتراء ؟!”.
مناكفات
وهتف أهالي الأسرى في اعتصامهم الأسبوعي، الذي حضره ممثلون عن الفصائل الوطنية، وأسرى محررون، بشعارات وطنية داعمة لصمود وتضحيات الأسرى، وأخرى مطالبة اللجنة الدولية بالوقوف تجاه مسئولياتها القانونية والإنسانية.
وأعربت والدة الأسير محمد البسيوني والمحكوم بالسجن 7 أعوام، عن تذمرها واستيائها من التلاعب الإسرائيلي ببرنامج الزيارات الحالي.
وأوضحت البسيوني لـ”فلسطين”، أن سلطات الاحتلال تحاول ممارسة الخداع والتضليل مع أهالي الأسرى في زياراتهم المتفاوتة، مستدلة بتوقف الزيارات خلال الأسابيع الماضية من قبل الاحتلال “بذريعة الأعياد اليهودية”.
وأشارت إلى أن برنامج الزيارات لم يتح لها زيارة نجلها إلا مرتين فقط، داعية المؤسسات الحقوقية للوقوف على مهامها الإنسانية، والعمل على السماح لزوجة الأسير وطفله بزيارته.
ويسمح الاحتلال الإسرائيلي لأقرباء الأسير الفلسطيني من الدرجة الأولى بالزيارة كالأم والأب، في حين لا يسمح ببديل عنهما في حال توفي أحدهما، أو منع من الزيارة لأسباب أمنية، كحال والد الأسير على الصرافيتي.
وتساءل الحاج “أبو حسني”: “لماذا يغفل الجميع قضية أهالي الأسرى الممنوعين أمنياً”، متهماً الاحتلال الإسرائيلي بالتنصل من الحقوق الإنسانية والقانونية.
وأضاف: “أنا رجل كبير السن، ولا حول ولا قوة لي بأي عمل يهدد أمن (إسرائيل)”، مستهجناً في الوقت ذاته، إمعان الاحتلال في سياساته التعسفية المجحفة بحق الأسرى وذويهم.
وطالب جمهورية مصر العربية بصفتها الراعي الرسمي لاتفاق “الكرامة”، بالضغط على الاحتلال، ومراقبته لقضية برنامج الزيارات، كما طالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدور حقوقي ودولي يليق بمكانتها الدولية.
ويقبع قرابة 4800 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، منهم 14 أسيرة فلسطينية، وعشرات الأسرى الأطفال، دون رقابة دولية أو حقوقية لتلك السجون التي تمعن (إسرائيل) بارتكاب المجازر الإنسانية فيها بحق الأسرى.
www.felesteen.ps